دع حبك يعلن عن نفسه

زهور الشام كتب:بداية أنا من الأشخاص الذين يتأثرون بالكلام ويستميلهم الكلام الحسن والمشاعر الجميلة وهذه من المؤكد ليست صفة خاصة بي ولكنها صفة الجنس البشري بأسره إذاً هناك سحرٌ خاصٌ للكلمة الحسنة والمشاعر الجميلة وهناك مثلٌ يستخدم في مجتمعنا ( الكلمة الحلوة بطلع الحية من وكرها ) وأنتم من المؤكد ممن يؤيد ذلك الكلام إذاً لنتابع ونرى ماقيمة كل ذلك في حياتنا فمن أكثر الأخطاء في هذه الحياة هو ذلك الخطأ المتعلق بالبوح بالمشاعر والأحاسيس فمعظمنا يعتقد أنه مادام يحب شخص ويحمل له مشاعر طيبة ، فإن هذه المشاعر ماتلبث تُعلن عن نفسها بنفسها ،وأن الشخص الآخر إن لم يرها فهو مخطئ ولا يقدر قيمة مشاعرنا النبيلة !!!!!!!!!!!!!

وهذا خطأ كبير يحذرنا من الوقوع فيه علم النفس اليوم ، فلازالت مدارس علم النفس تؤكد على أنه يجب تعليم اللسان البوح بالجميل من المشاعرو الأحاسيس ، ويحذرون من الاتكال على أن المشاعر الجميلة الطيبة الساكنة في القلب ستعلن عن نفسها وحدها .

أفلا طون ينصحك أن إذا رغبت أن يدوم حبك فأحسن أدبك إي اهتم دائما بسلوكك ولتعبر دائما جوارحك عما يسكن قلبك من المشاعر والأحاسيس الجميلة ...

وأعظم من قول أفلاطون قول سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أتاه يخبره عن حبه لصاحبه ،فسأله النبي : هل أخبرته ؟ أي هل قلت له أنك تحبه وعندما أجابه الرجل بالنفي ، قال له صلى الله عليه وسلم ، إذن اذهب وقل له أنك تحبه !!!!ثمَّ التفت النبي إلى أصحابه وقال إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره )

إننا نعيش في زمان ندر فيه البوح بالكلم الطيب و الاعتراف بالجميل من المشاعر والأحاسيس التي تسكن الوجدان على الرغم من أن الكلمة الطيبة وكما وصفها القرآن كا لشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها بالسماء والكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرارفكثير من الأزواج والزوجات يدمنون الصمت تجاه عواطفهم وحجتهم (إنه يعرف أني أحبه )ولا يدركان أن المعرفة شيء و البوح شيء آخر تماما وقلّ من الأصدقاء من تجده يخبر صديقه بعمق مشاعره وتجاهه، ورغبته في أن يراه أفضل وأنجح شخص في حياته وحجته كذلك وهل يحتاج الحب إلى اعتراف ؟؟؟ ؟؟؟

نعم يحتاج الحب إلى اعتراف وبوح وتأكيد ، تحتاج الأحاسيس الراكدة في عمق الفؤاد أن تسيل كلمات على اللسان لتستمتع بها أذن وقلب المحبوب

النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك كان يقول لزوجته (حبك كعقدة الحبل ثمّ يخبرها بين الحين و الآخر أن العقدة على حالها إي أنه لايزال يحبها كأول الأمر ) وحاله مع زوجته لايختلف عن حاله مع أصحابه فنراه يقول " لو كان لي أن أتخذ خليلا لاتخذت أبا بكرخليلا )ونراه في إحدى الغزوات يقول " لأعطينَّ الراية غدارجلا يحبه الله ورسوله " ثمَّ يعطيه لابن عمه وزوج ابنته على بن أبي طالب رضي الله عنه

إذن لايجب أن تعلل بأنَّ الآخر يعرف حقيقة مشاعرك ،إنّ قلوبنا كقارورة عطر مغلقة ، لن نستطيع أن نشم شذاها ونستمتع بها إلا إذا فتحناها وتنسمنا من عبقها لذلك فالنفتح قلوبنا ولننثر منها على أذن وقلب من نحب فالمحب إذا أحب حبيبه تلقاه يبذل فيه مالا يُبذلُ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته