...حكمة الدهر...

تحكي القصة عن عن شيخ كان يعيش فوق تل من التلال,وكان يملك جوادا وحيدا محببا اليه...وفي يوم من الايام فر جواده,فجاء اليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر فاجابهم بلا حزن: " و ما ادراكم انه حظ عاثر؟"
و بعد ايام قليلة,عاد اليه الجواد مصطحبا معه عددا من الخيول البرية...فجاء جيرانه ليهنؤونه على هذا الحظ السعيد,فاجابهم بلا تهلل: "وما ادراكم انه حظ سعيد ؟"
و لم تمضي ايام حتى كان ابنه الشاب يدرب احد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه و كسرت ساقه..وجاؤو للشيخ يواسونه على هذا الحظ السيء,فاجابهم بلا هلع: "و ما ادراكم انه حظ سيء ؟"
و بعد اسابيع قليلة اعلنت الحرب و جند شباب القرية و اعفي ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه,فمات في الحرب شباب كثير....
و هكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد و الحظ السعيد يمهد لحظ عاثر..و ليست في القصة فقط بل و في الحياة لحد بعيد...
...اهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لانهم لا يعرفون على وجهه اليقين,ان كان فواته شرا خالصا ام خير خفي اراد الله من ورائه حكمة,كما لا يغالون ايضا في الابتهاج لنفس السبب....و انما يشكرون الله دائما على كل ما اعطاهم و يحزنون على ما فاتهم بصبر و تحمل.....و هؤلاء هم السعداء....
فان السعيد هو الشخص الذي يرضى بالقضاء ويتقبل الاقدار بمرونة و ايمان.....لا يفرح الانسان لمجرد ان حظه سعيد,فقد تكون السعادةطريقا للشقاء ....وقد يكون الشقاء طريق لسعادة اكبر...قال الله تعالى :"ان مع العسر يسرا"
{ التنمية البشرية}