من قصص الرحالة ابن حمدوش الجزائري ( خبر قتيبة ابن مسلم)

...فقال العروضي,مؤدب الراضي احد ولاة الخلافة العباسية : حدثت الراضي ذات يوم خبرا لقتيبة ابن مسلم الباهلي,و هو صبي صغير في الكبر و الخصال التي توجد في اهل لرياسات المحمودة و المذمومة, و هو انه قيل لقتيبة بن مسلم و هو وال على خرسان من قبل الحجاج و محارب لملوك الترك, فقيل له: لو وجهت فلانا لرجل من اصحابه الى حرب بعض الملوك ؟ فقال قتيبة: انه رجل عظيم الكبر. و من عظم كبره اشتد عجبه, و من اعجب برايه لم يشاور كفئا و لم يوامر نصيحا, و من تنصح بالاعجاب و فخر بالاستمداد كان من النصر بعيدا و من الخذلان قريبا , و الخطا مع الجماعة خير من الصواب مع الفرقة. و من تكبر على عدوه حقره و اذا حقره تهاون بامره, و من تهاون بامر عدوه ووثق بفضل قوته و سكن الى جميع عزته, قل احتراسه. و من قل احتراسه كثر عثاره . و ما رايت عظيما تكبر على صاحب حرب قط الا كان منكوبا و مهزولا و مخذولا. و انما الامور من لقي الامور بصدره , و يكون اسمع من فرس و ابصر من غراب و اهدا من قطاة و احذر من عقعق (طائر ) و اشد اقداما من اسد و اوثب من فهد و احقد من جمل و اروغ من ثعلب و اسخى من ديك و اشح من ظبي و احمل من نمل, فان النمل انما يسمح بالعناية على قدر الحاجة و يحفظ على قدر الخوف و يطمع على قدر السبب. و قد قيل ليس لمعجب راي و لا لمتكبر صديق. و من احب ان يحب تحبب..
قال فجعلها الراضي ينيه بعد ان كتبها و جعل يكررها حتى حفظها ليتادب بها.

تزخر قصص التراث العربي بالعبر والحكم

والتي تدل وتعبر عن عظمة أجدادنا العرب وهي صورة جلية عن مدى الشأو الذي بلغته الحضارة العربية

شكرا لك أخت حميدة على مساهمتك