حياتنا من صنع أيدينا

الحياة هي تلك الأيام التي نعيشها والبيئة التي تحيط بنا من بيت وعمل وأصدقاء وكل ماحولنا ولكن هل تساءلت مرّة عن حلمك وهدفك في هذه الحياة ؟؟؟؟؟ أم أنك من الناس الذين يتركون والظروف لتسيّرهم كيف شاءت غير آبه بحياته وأهدافه وأحلامه !!!!!!!!!
هذا النموذج من الناس يلقي اللوم في فشله على الحظ العاثر والقضاء والقدر وفساد الزمان والأشخاص ونسي بأنه أساس الفساد والصلاح
ترك الدنيا لتسيره كيف شاءت ليستيقظ في النهاية على واقع مرّ بأن حياته لم تكن من اختياره
سؤال يطرح نفسه هل باستطاعتنا أن نختار حياتنا ؟؟؟؟؟؟؟ نعم وبكل ثقة نستطيع أن نختارها نستطيع أن نصنعها كيفما نشاء وذلك لأن الله تعالى منحنا العقل وكرّمنا على كل مخلوقاته لنكون مخيرين في حياتنا وليس مسيّرين وحتى تكون حياتنا من اختيارنا و إلاّ لما كانت الجنة والنار إذ لا خيار للإنسان في حياته وبالتالي لا معنى لعقاب السارق والقاتل لأن ذلك ليس من اختياره
انظر إلى ذلك العبد الأسود وكيف استطاع أن يصنع حياته انظر وراقب هذين العبدين اللذين دخلا سوق العبيد في مصر ولنستمع للأول وهو يقول للثاني ( ماحلمك ونحن نقف في سوق النخاسة ننتظر من يشترينا ؟ انظر إلى هذا السؤال من عبد لعبد وماذا تتوقع أن يكون حلم ذلك العبد قال الثاني : حلمي أن أُباع إلى طبّاخ لآكل ما شئت ومتى شئت . وأنت ماحلمك ؟؟؟؟ فقال الأول : حلمي أن أملك هذه البلاد فأكون ملكها المتوّج ، وصاحب الكلمة العليا فيها !!!!!!!!!!!!!!
انظر إلى هذا الحلم المستحيل بنظر صديقه الذي قهقه ساخراً منه و أقبل السادة وبِيْع كلٌ منهما إلى سيده وافترقا لنتابع ونرى هل استطاع العبد تحقيق حلمه وهدفه
نعم لقد استطاع أن يصبح ملكاً قوياً حكم مصر وصار علامة بارزة فيها وكلنا نعرفه إنّه ( كافور الإخشيدي ) حتى أن الفاطميين متى فكروا في غزو مصر تذكروا كافور قائلين " لن نستطيع فتح مصر قبل زوال الحجر الأسود "يعنون كافور كان من عدله أن الأغنياء متى أخرجوا زكاة مالهم لم يجدوا من يأخذها منهم
لقد جعل حلمه هدفاً ماثلاً أمامه حتى استطاع أن يصل إليه ويحققه فليس من مستحيل مع الإصرار والمتابعة
إذاً لنتفق معاً على أن حياتنا من صنع أيدينا نحن من يصنعها لاالظروف ولاالأيام وبالتالي لانلقي اللوم على الالحظ العاثر والزمان وفساده لأننا نحن أساس الفساد والصلاح ولله درّ الشافعي حين قال
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
لندع الشكوى والتذمر من الدنيا والحظ العاثر وننطلق بعزم ولنضع لأنفسنا أهدافاً نرسمها نلونها نزينها علّنا في يوم من الأيام نصل إلى مبتغالنا لأنه كما يقول الشاعر:
لاتحسب المجدتمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك زهور الشام على موضوعك المتميز والرائع الذي يحمل نظرة واقعية للحياة بعيدة عن الاتكالية.
شكرا مرة اخرى

على قدر أهل العزم تأتي العزائم مشكوره اخت زهور