الشخير - أسبابه وعلاجه

شهدت السنوات الأخيرة تحولا كبيراً في مفهوم
الشخير فبعد أن كان الكلام في هذا العرض يبعث على الفكاهة والسخرية أصبح يدرس
كموضوع طبي له تفاصيله ضمن أكثر من اختصاص.

ولا يخفى على
احد ما للشخير من بعد اجتماعي هام سواء على الناحية العائلية أو الناحية المهنية.
حيث بدأت تكثر الشكاوي والتذمر في أي مكان ينام الشاخر فيه.

ما هو الشخير ؟ ومن هم الأشخاص الأكثر تعرضاً للاصابة به ؟

الشخير هو الضجيج الناتج عن اهتزاز شراع الحنك ( وهو المتهم الرئيسي
بإحداثه) أثناء النوم بفعل هواء الشهيق (خلال زمن الشهيق فقط) وذلك بسبب الانسداد
الجزئي في مجرى الهواء من خلال الأنف أو الفم وقد يرافقه ما يسمى اضطراب النوم أو
انقطاع التنفس sleep apnea:
وهو توقف تنفس
مدة لا تقل عن عشر ثواني وقد يصل إلى 60 ثانية.

وقد يصل تواتر
الشخير إلى 300 هرتز.

ويصيب هذا
العرض الملايين من البشر مسبباً مشاكل في التنفس وأضرارا أعظمها الموت
اختناقا بتوقف التنفس الفجائي وأقلها المشاكل التي تلحق بالحياة الزوجية والجدل
والشجار بين الزوجين وهناك واحد من كل 10 أزواج مصابين بالشخير يفكرون بالانفصال
عن الشريك.

يحدث الشخير
عند الرجال بنسبة 25% والنساء بنسبة 5% قبل سن الأربعين.

وترتفع النسبة عند الرجال الى65% مقابل 40% بعد سن الستين.

ما هي ألية حدوث الشخير ؟ أي كيف يحدث الشخير؟

إن التنفس عن طريق
الأنف هو الطريقة الطبيعية والغريزية السليمة، إذ أن هذا يوفر كافة الظروف
الملائمة لحسن الأداء الوظيفي للرئتين، ويضمن وصول الهواء المكيف والنقي الى
الرئتين، حيث يحدث التبادل الغازي فيتم توفير الأوكسجين للدم والتخلص من ثاني
أكسيد الكربون.

أما التنفس عن طريق
الفم فهو عادة مكتسبة، يلجأ إليها الإنسان مضطراً عند انسداد الأنف، وعند النوم
يحاول المريض أن يتنفس عن طريق الأنف كمسلك غريزي، إلا أن وجود انسداد بالأنف يسبب
انبعاث صوت أثناء التنفس (الشخير) نتيجة وجود مقاومة لمرور الهواء، مثلما
يحدث عند مرور كمية من الهواء في مجرى ضيق مثل الناي أو ثقب في جدار.

غير أن مرور كمية من
الهواء غير كافية لامتلاء الرئتين، يؤدي إلى متاعب جسيمة للرئتين واضطراب في
الأداء الوظيفي للجهاز التنفسي، ويؤدي عدم تمدد الرئتين إلى تعرضهما للتفريغ
والانكماش، مما يفضي إلى حدوث احتقان بهما، وينتج عن قلة الأكسجين المتوافر للدم
عدم تشبع الدم بالأكسجين وعدم قدرته على التخلص الكامل من ثاني أكسيد
الكربون.ولهذا تأثير بالغ الضرر على كل أعضاء الجسم، وخصوصاً المهمة فيه مثل
الجهاز العصبي والقلب، فقلة الأكسجين بالدم وكثرة ثاني أكسيد الكربون تسبب
ضرراً جسيماً خصوصاً في صغار السن، مما ينعكس عليهم في صورة قلة الذكاء، وانحطاط
النشاط، والتغير التشريحي للوجه والجسم، أما في المتقدمين بالسن، فينعكس ذلك على
القلب والدورة الدموية، والسن المتقدمة أحوج ما تكون لتوفير كل العوامل اللازمة
للتغذية الدموية للقلب والمخ، خصوصاً مع حدوث التغييرات الطبيعية لتلك الأعضاء
والمصاحبة للسن، وقد يكون هذا من مسببات الموت المفاجئ أثناء النوم.

فإذا حاولنا أن نسد
أنف النائم فإنه يقوم من النوم مفزوعاً، كذلك عندما نصاب بالزكام، فإننا نعاني من
اضطراب في النوم، ويكثر التقلب في الفراش كمحاولة للمساعدة على زيادة انفتاح تجويف
الأنف المحتقن.

إذ أن التحسن في دخول
الهواء لإحدى الرئتين يؤدي إلى تحسن التنفس في نفس الجهة من الأنف، وذلك كرد فعل
عصبي منعكس. وغالباً ما يحدث الشخير بوضعية الاضطجاع الظهري

ما هي أسباب الشخير؟

1-
قد يحدث اضطراب النوم أو انقطاع التنفس
نتيجة عيب مركزي بالمخ وهذا حله صعب جدا

2-
أو نتيجة عيب في مجرى الهواء ( الأنف،
البلعوم الأنفي الفموي، والحنجرة).مثل الانحراف الجزئي أو الكلي للحاجز الأنفي أو
تضخم القرينات الأنفية أو بوليبات الأنف، أو أمراض بالبلعوم كزيادة حجم الناميات
المتوضعة خلف الأنف أو تضخم اللوزتين خاصة في الأطفال أو المرضى المصابين
بالسمنة الزائدة. هي سبب رئيسي للشخير عند كبار السن حيث تترسب الشحوم في سقف
الحنك وفي اللهاة وتؤدي إلى ترهلات في سقف الحنك وترهل عضلات البلعوم.

4-
كما أن تناول المهدئات والكحول قبل
النوم يعتبر عامل مهم ومؤهب للشخير.

5-
وقد يكون للعامل الوراثي دور في الشخير.

6-
وقد وجد أن للعامل الهرموني دور في
الشخير حيث وجد أن حقن البروجسترون للرجل المصاب بالشخير قد خفف الشخير عنده
مؤقتاً.

ما هي اعراض الشخير
ومضاعفاته؟

1-شكوى المريض الأساسية هي الشخير: إصدار الصوت المزعج ليلاً.

2-الشعور بالخمول والميل للنوم أثناء ساعات العمل. والميل إلى الكآبة.

3-الصداع عند الاستيقاظ من النوم.

4-فقدان الذاكرة، وكثرة النسيان. وعدم تطور الذكاء عند الأطفال.

5 -ارتفاع ضغط الدم.

6-حدوث اضطراب في وظائف الرئة والقلب (حيث
أن نسبة حدوث الاحتشاء عند المصابين بنوب توقف التنفس تزيد 24 مرة عن الأشخاص
العاديين)

7- قد يؤدي الشخير إلى حدوث الضعف الجنسي وخاصة عند الرجال.

8- اختلاطات دموية : أهمها احمرار الدم.

9- وفي أغلب الأحيان تأتي الشكوى من جانب الزوجة أو الزوج حيث يعاني
الشخص المصاحب من سماع صوت الشخير العالي جداً أثناء الليل، وقد يتوقف المريض عن
التنفس لأوقات قصيرة، ويضطر الزوج أو الزوجة إلى هز المريض بعنف ليستيقظ ويعاود
التنفس مرة أخرى.

كيف يمكن تشخيص مريض
الشخير؟ وماهي الاجراءات التشخيصية المساعدة؟

1-
القصة المرضية مهمة ويتم أخذها بدقة من
ذوي المريض وذلك لمعرفة مدى وصول المريض إلى توقف التنفس الغطيطي. ومن الأسئلة
المهمة التي يطرحها الطبيب على المريض: متى يغلبه النعاس؟ هل أثناء الجلوس خاصة
بعد الأكل، أم عند ركوبه السيارة، أم أثناء القراءة أو مشاهدة التلفاز؟ كذلك
يستفسر الطبيب عن مدى احتياج المريض للنوم يومياً خلال ساعات النهار؟

2-
ورغم أن تشخيص المرض ليس صعباً من خلال
معرفة التاريخ المرضي وشكوى المريض، إلا انه توجد بعض الفحوصات التي يجب إجراؤها
للتفرقة بين الشخير فقط، والشخير مع انسداد التنفس.وأكثر هذه الفحوصات أهمية هو
اختبار يجرى على المريض أثناء نومه بمعمل اختبار النوم، حيث يتم توصيله ببعض
الأجهزة لقياس نشاط المخ وحركة العضلات، وقياس حركة العين أثناء النوم وحركة الصدر
والبطن أثناء التنفس وكمية الأكسجين بالدم.

كذلك
يمكن الفحص باستخدام الأشعة المقطعية، والمنظار الليفي من خلال الأنف، وبعض
الفحوصات المعقدة الأخرى لتحديد مكان الانسداد.

كيف يتم علاج الشخير ؟

اولاً : هناك وسائل
وقائية :

1- تغيير شكل ووضعية النوم فبدل النوم على الظهر يكون النوم على أحد
الجانبين.

2- الابتعاد عن تناول المهدئات ومضادات التحسس والكحول والتدخين قبل
النوم (لأن كل ذلك يؤدي إلى استرخاء الأنسجة الرخوة).

3- التوجه إلى النوم في وقت ثابت ومحدد كل يوم ووضع مخدة عالية تحت
الرأس وعدم حني الرأس للأمام.

4- ممارسة التمارين الرياضية التي تهدف إلى تخفيف الوزن وإنقاص السمنة
الزائدة.

5- تناول كوب من الشاي
أو الكولا قبل النوم لأنها ترفع درجة التنبيه لعضلات البلعوم وتقلل من ارتخائها.

ثانياً: وهناك الوسائل
العلاجية الدوائية :

1-
يتركز العلاج في إنقاص الوزن والتخلص من الكرش إن
وجد.

2 - يتم العلاج بالعقاقير في الحالات
البسيطة، مثل استعمال بعض القطرات المقبضة للأنف قبل النوم, استعمال بعض الأدوية
من مثل البروجسترون ومضادات الاكتئاب والتيوفيللين.

3- وهناك أدوية جديدة أنتجت عالمياً لها
تأثير على منطقة في المخ ذات علاقة بعضلات التنفس ومجرى الهواء.

4- هناك بعض الوسائل الموجودة في السوق مثل
أدوات تعمل على إيقاظ النائم عند إصداره الشخير أو بعض البدائل التي تدفع قاعدة
اللسان إلى الأمام.

5-
بعض الدراسات
أكدت فائدة تقديم الفك السفلي للأمام لتوسيع البلعوم وضمان مرور الهواء وذلك
باستعمال آلة خاصة.

6-
أما العلاج في الحالات الشديدة فيتم
بتوصيل المريض بجهاز تنفس صناعي, وهو يعتمد على دفع الهواء بشكل مستمر عن طريق
الأنف بواسطة قناع مثبت على الوجه مع إغلاق الفم بشكل طبيعي .ويستعل عند المرضى
الذين لديهم SLEEP APNEA (توقف
تنفس غطيطي) ويستعمل5 ساعات في اليوم ولمدة 5 أيام في الأسبوع ولمدة 5 أعوام ومن مساوئ هذه الطريقة أنها تخلق
ارتباطاً بين المريض والجهاز ولكننا نطبقها عند وجود مضاد استطباب للجراحة.

ثالثا: العلاج الأمثل
هو العلاج الجراحي

1-
الجراحة التقليدية القديمة : وأول من وصفها وقام بها لعلاج الشخير هو العالم الياباني ايكوماتسو
1952 ويبدأ بعلاج الأنف، وكذلك البلعوم الفموي إذا كان هو سبب الانسداد، من
خلال بعض العمليات الجراحية غير المعقدة والمضمونة النتائج في أغلب الحالات
بالنسبة للشخير فقط، أو الشخير المصاحب لانسداد التنفس, مثل استئصال اللوزتين
والناميات واستئصال شراع الحنك مع السويقات الأمامية والخلفية أو العمل الجراحي
على قاعدة اللسان ولهذه الجراحات اختلاطاتها من مثل النزف وهروب السوائل عن طريق
الأنف وتأخر شفاء المريض ولا يوجد علاج جراحي
للشخير المصاحب لانقطاع التنفس إذا كان السبب مركزياً، كأن يكون السبب هو خلل في
مراكز التحكم في التنفس بالمخ.

2- الجراحة الحديثة باستخدام : الليزر في آفات قاعدة اللسان واستئصال ما يسمى
اللوزات اللسانية وقسم من شراع الحنك أو باستخدام جهازRadio
Frequncy وهو باستعمال الكترود كهربائي يدخل إلى شراع
الحنك يخلق تواترات قصيرة الأمد فتتقلص الأنسجة الرخوة ويجرى ذلك للوزات والسويقات
حولها وللهاة أيضا . ولهذه الطريقة
مزايا مهمة ومنها :

- يمكن إجراؤها تحت التخدير الموضعي وعلى
جلسات متفرقة.

- تجنيب المريض مشكلة النزف الحاصل بعد
الجراحة.

- تجنب استعمال دكات الأنف إذا طبقت الطريقة
على القرينات الأنفية.

- تجنب المريض الألم الحاصل في البلعوم بعد
الجراحة التقليدية الذي يستمر 15 يوم.

- تعيد المريض إلى عمله بأسرع وقت ممكن.

3- وهناك بعض الأساليب الجراحية الحديثة الأخرى من مثل زرع أداة
بلاستيكية بطول 2.5 سم في الحنك الرخو لتشكيل
نسيج ندبي حولها مما يجعل شراع الحنك أكثر صلابة ولن يهتز أثناء الشهيق.