من حكايات ألف ليلة وليلة

قالت شهرزاد: بلغني
أيها المسؤول السعيد حكاية عجيبة ظريفة وطريفة أحب ان أسمعك إياها علك تستفد
منها وتتجنب فحواها وهي حكاية لمسؤول... قاطعها
المسؤول السعيد على غير عادته لما سمع منها هذا الكلام وتعجب غاية العجب وقال بليز
.. الله يرضى عليك لا تدخلينا بالسياسة ..

قالت شهرزاد أما سمعت
أن الدنيا دولاب واستدركت قائلة الدولاب يا سيدي المسؤول السعيد بفتلة فنية يرفع
من هم بالدرك الأسفل إلى مصاف الأبرار والأكابر ولكن الدولاب سيكمل دورته فكهذا هو
فرض الفيزياء يقول عندها سيعفس من رفعهم فاسمع واعتبر ولا تعجب وتغتر قال بالله
عليك عرفينا والقراء ومنهم الموسورين عن تلك الفتلات الدواليبية .

قالت شهرزاد: اعلم يا
سيدي المسؤول السعيد أن الدولاب يمكن أن يفتل بالفيتامينات وأفضلها (و) فهو ماله
مثيل وفيه شفاء للعليل أما فيتامين (ب) فهو أسرع نفاذا وقوة لا بل علاجا ناجعا .. وأفضل
ما في هذا الدولاب إنه لا يقبل عدادات السرعة ولا الصندوق الأسود ومعنى هذا أن
شرطة المرور لا يقربون عليه لا من بعيد ولا من قريب وهذا حال صديقنا المسؤول الذي
تنطبق عليه مقولة الدنيا دولاب فبعد تلك الترقية أمر الخدم والحشم أن يطوقوا البيت
ليكون بيتا مهابا وزين المدخل بكولبة فهو يعتقد انه في موقع حساس ومن الممكن أن يد
غدر خارجية أو داخلية قد تنال منه (كل شي جايز) وبصراحة أكثر رأى أن الأمة العربية
لا تنقصها إضافة لفلسطين والعراق ودرافور خسارة أخرى بفقده (ومن خلفهم سدا ومن
أمامهم سدا)

قالت شهرزاد: بلغني أيها
المسؤول السعيد أن موتور السمسم الذي كان يعتلي صهوته في زمان غابر وكان مصدر إزعاج
(بطرطرته) لكل الحارة والحارات المجاورة قد كسره عفوا أمر بتكسيره وآخرون أفادوا
انه قد القي به من على الجسر ليلا كي لا يراه الحاسدون والأصح أنه قد أحرقه ودفن رماده
فهو رمز من رموز الماضي العسير وصار بدلا منه سيارات مفيمة من كل الجوانب وقيل أنه
انشد بيتا من الشعر في تلك الأثناء وهو:

ضاقت ولو لم تضق لما
انفرجت والعسر مفتاح كل ميسور

كان يعيش عيشة هنية
ما بها خفية لكنه ما إن أصبح مسؤولا حتى عقد حاله وصارت تأتيه الأموال والهدايا من
المناقصات وزادت فيها المزايدات كثيرا ولسان حاله يقول:

دعيني انهب الأموال
نهبا حتى اعف الأكرمين عن
اللئام

وتنكر لأصحابه
القدامى ورفاقه الكرام فقد جاءه احدهم يوما فوجد أن حاله فعلا قد تغير وتكبر وقال فيه كما قال الشاعر :

سوء حظي أنالني منك
هجرا فعلى الحظ لا عليك العتاب

ثم بعد فترة من الزمن
ليست بالبعيدة كتب بعضهم به إخباريات بعضها بخطوط ناعمة حلوة وأخرى بخطوط نافرة
مرة فجاءت القرارات بتكسير مرتبته وهكذا أكمل الدولاب دورته وأصبح مسؤولنا مثله
مثل أي مسؤول في بلداننا العروبية ضمن الشرق أوسطية لا يجد من يعبره ولا حتى مرحبا
يقول له .

الم اقل لك أن الدنيا
دولاب...

وأدرك شهرزاد الصباح
فسكتت عن الكلام المباح .
نشرت في مجلة بقعة
ضوء بتاريخ 3/3/2009 صفحة11

من طرف ???? السبت 17 سبتمبر 2011 - 21:48

[b]وستترا حكاياتك يا فتى عن الشهرزاد الكبرى وقصصها الحلوى عن قصصها الثكلى الما وعبرا تروى فالدولاب لا يلبث ان يعيد سيرته الاولى ولله نرفع البلوى والشكوى - رائع وجميل نثرك الابهى سلمت انامللك اخي مصطفى وسانتظر بلهفه سهرزادك مره اخرى .

[/b]

"طلال علي محمد"]

[b]وستترا حكاياتك يا فتى عن الشهرزاد الكبرى وقصصها الحلوى عن قصصها الثكلى الما وعبرا تروى فالدولاب لا يلبث ان يعيد سيرته الاولى ولله نرفع البلوى والشكوى - رائع وجميل نثرك الابهى سلمت انامللك اخي مصطفى وسانتظر بلهفه سهرزادك مره اخرى
سعدت بمرورك العطر